
في زمن تتعالى فيه نداءات الاستهلاك، ويُغمر الأطفال بثقافة التملك، يصبح من الضروري أن نزرع في نفوسهم فضيلة العطاء.
كيف تعلّم أطفالك قيمة العطاء؟
الجواب يبدأ من البيت، ومن أبسط ما نملكه… من الملابس التي لم نعد نرتديها.
لماذا يجب أن نعلّم أبناءنا التبرع منذ الصغر؟
تعليم الأطفال على العطاء منذ سنواتهم الأولى يُنمي لديهم الإحساس بالآخر، ويُعزز لديهم مفاهيم:
- الرحمة.
- التعاون.
- الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع.
إنّ غرس هذه القيم في سن مبكرة هو أحد أهم أركان التربية الأخلاقية، التي تُعدّ من واجبات الأسرة في إعداد الطفل ليكون عضوًا نافعًا في مجتمعه.
وقد أكدت دراسات كثيرة أن الأطفال الذين يُشاركون في الأعمال الخيرية مبكرًا يكونون أكثر تعاطفًا وثقة بالنفس، وأقل أنانية في تعاملاتهم الاجتماعية.
كيف تشرح لطفلك معنى “الخير في الملابس القديمة”؟
قد لا يدرك الطفل ببساطة لماذا يجب عليه التبرع بملابسه، لذلك من المهم توضيح المفهوم بطريقة قريبة من تفكيره.
قل له مثلًا:
“كما أنك تحب أن ترتدي ملابس مريحة ونظيفة، هناك أطفال ليس لديهم ما يكفيهم. بإمكاننا مساعدتهم بإعطائهم ما لا نحتاجه.”
أظهر له أن الخير لا يعني أن تعطي ما لا قيمة له، بل أن تشارك ما قد يسعد غيرك.
واستعن بقصص وقصص مصورة توضّح هذا المعنى. ومن المهم أن تربط ذلك بالقيم الإسلامية النبيلة مثل قوله تعالى:
“وما تُقدّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله”.
ولمزيد من التأصيل الديني، يمكنك قراءة:
فضل مساعدة الفقراء
أنشطة عملية لتشجيع الطفل على التبرع
إليك بعض الأنشطة الأسرية التي يمكن أن تزرع حب العطاء في نفس الطفل:
- فرز الملابس: خصص له يومًا لمساعدتك في اختيار الملابس الصالحة للتبرع.
- تنظيف وتغليف الملابس: دعه يشاركك في تنظيفها وطيّها وترتيبها.
- رسم بطاقة بسيطة يرفقها مع التبرع تحمل كلمة طيبة لطفل آخر.
- زيارة لمركز خيري أو المشاركة في فعالية تطوعية مناسبة لعمره (إن توفرت).
هذه الأنشطة تُشعر الطفل بأنه شريك فعلي في عملية الخير، لا مجرد متلقٍ للتوجيه.
قصة بسيطة تحكيها لطفلك عن طفل آخر محتاج
يمكنك أن تروي له قصة مثل:
“في مدينة بعيدة، كان هناك طفل اسمه عمر، لا يملك معطفًا ليحميه من البرد. كان يذهب إلى المدرسة وهو يرتجف. في يوم من الأيام، تبرّع طفل آخر بمعطفه القديم الذي لم يعد يناسبه، فلبسه عمر، وشعر بالدفء لأول مرة منذ شهور، وابتسم.”
هذه القصص تلمس مشاعر الطفل وتقرّب له صورة الأثر الذي يمكن أن يحدثه تبرع بسيط.
كيف تجعل التبرع عادة أسرية منتظمة؟
لكي يكون التبرع بالملابس سلوكًا مستمرًا، احرص على دمجه ضمن الروتين العائلي، مثل:
- تخصيص سلة دائمة للتبرع في المنزل.
- جدولة يوم في كل فصل لفرز الملابس.
- إشراك جميع أفراد الأسرة، بما فيهم الأطفال، في تحضير التبرعات.
- الاحتفال بهذا اليوم كفعالية إيجابية، بإعداد طعام مفضل أو نشاط ترفيهي بعده.
تعرّف أيضًا على أنشطة الجمعيات الخيرية المناسبة للعائلات والتي يمكن أن تكون جزءًا من التجربة.
دور مبادرة عون في ربط الأجيال الجديدة بمفهوم العطاء
مبادرة عون الخيرية ليست فقط جهة لجمع الملابس، بل هي شريك مجتمعي في نشر ثقافة الخير والعطاء.
من خلال خدماتها المبسطة للتبرع، وبرامجها التي تُشجع على التبرع الدوري، تُتيح المبادرة للعائلات وأطفالها المشاركة في العمل الخيري بسهولة.
وعبر تقاريرها وتوثيقها للجهات المستفيدة، يستطيع الطفل أن يرى كيف تحوّلت ملابسه إلى فرحة على وجه طفل آخر.
خاتمة: العطاء تربية قبل أن يكون تبرعًا
كيف تعلّم أطفالك قيمة العطاء؟
ببساطة: تعلّمهم أن الأشياء التي لا نحتاجها، قد تكون كل ما يحتاجه غيرنا.
ابدأ من البيت، بكلمة، بقطعة ملابس، بقصة صادقة.
اجعل التبرع عادة، والعطاء أسلوب حياة.